شرق اوسط جديد وعودة العراق الحر
ترامب ومنذ بدءه الدورة الثانية من رئاسته للولايات المتحدة الأمريكية قبل ٢٣ يوماً وهو يغير العالم كله ويتصرف كرئيس لجمهورية الكرة الأرضية وليس امريكا فقط من خلال اعطائه الرأي بالصغيرة والكبيرة بالعالم. اصدر الكثير من التهديدات لرؤساء العالم ضارباً عرض الحائط كل البرتوكولات المتبعة في مخاطبة الغير من رؤوساء العالم او العلاقات والأعراف الدولية التي امريكا ما قبل ترامب شاركت بوضعها. ترامب يتصرف لحد هذا اليوم كمواطن أمريكي عادي في اعطاء رأيه بدون تحفظ وهو رئيس لأقوى دولة في العالم. ترامب يعتبر متدخلاً بشؤون الغير بنظر رؤوساء الدول الأخرى ولكنه يعتقد وعلى اساس ذلك انتخبه الأمريكان ان هؤلاء الرؤوساء ودولهم يستغلون امريكا بدون التعويض عن ما يأخذونه منها وان هذا الوقت قد ولى. على العالم ان يعرف ان امريكا اليوم ليست مسؤوله عنهم ( وتسمع وتنفذ ما يقولها رئيسها) وهذا ما يعطيه الحق ليتصرف بهذا الشكل الان وان ينسوا ان امريكا بقرة حلوب
الأمريكان يحبون ذلك وخاصة ان اغلبهم يحملون ثقافة الكابوي التي سيطرت على امريكا لأكثر من ٣٠٠ عام ولا زالت مترسخةً في جينات معظم شعبها وهي مبنيه على “الارتياب في نيّات الآخرين إلى الدرجة التي قد يفتح بعضهم النار على الآخرين لمجرد الشك” والمتلاصقة مع فكرة النظام الرأسمالي الأمريكي الذي عندما تستثمر في بلاد اخرى وتطلب بالمقابل الخنوع من هذه الدول او الشك بها انها تعمل ضد امريكا. اذاً الرئيس ترامب يعرف او لا يعرف فهو يحمل في جيناته عقلية الكابوي التي تدفعه بطلب الكثير من دول العالم لانه يدفع لهم جميعاً وبالمقابل عليهم الانصياع او انهم اعداء امريكا
الرئيس ترامب يتحرك بهدوء وبحكمة في الشرق الأوسط لانه مؤمن انه مركز الارض ومنه يمكن السيطرة على القرار الدولي وعودة امريكا عظيمة مرة اخرى، وذلك لمخزونه الضخم من المواد الخام والمياه العذبة وحجم السوق الكبير للمنتوجات الأمريكية بالاضافة للارث التاريخي التي تجعلها مركز الأديان الثلاثة المهمة التي تجمع العالم حوله. ترامب سيعمل المستحيل من تحقيق هدفة في عودة شرق أوسط متعافي وعودة العراق للمحيط الأمريكي.
الوطنين في العراق يسئلون عن معنى تصريحات ترامب الأخير في لقائه في واشنطن مع نتنياهو ” انه مستعد للتفاوض مع الرئس الإيراني” وهل هذا معناها انه تخلى عن تغير النظام. ترامب يتعامل مع القضايا بفتح كل الطرق والقنوات الممكنة والمتوفرة لحلها بالشكل الذي يريده، الحرب عنده ثانويه ولكنه يهدد بها كبديل عن الحل الدبلوماسي او السياسي. ترامب في اللحظات الذي صرح بالاستعداد للقاء الرئيس الايراني أوصلت رسالة للقيادة الإيرانية عن طريق قطر تتلخص بشروط لعدم قصفهم ومقابلة رئيسهم وهي:
إغلاق جميع مراكز تخصيب اليورانيوم وإبقاء نسبة التخصيب تحت 5% وإخضاع جميع الأنشطة النووية السلمية الإيرانية لإشراف أمريكي كامل، بما في ذلك محطات الطاقة النووية في بوشهر
ووقف إنتاج وتطوير الصواريخ البالستية والمتوسطة وبعيدة المدى، وإغلاق جميع منشآت التصنيع والتطوير ذات الصلة. وضع جميع مراكز الأبحاث والتطوير الفضائي الايرانيه تحت الرقابة الأمريكية، وتفكيك ما يسمى بمحور المقاومة بالكامل، ومنع أي دعم إيراني للجماعات الحليفة في المنطقة
اصدر ترامب في اليوم التالي توجيهاً إلى الخزانة للتأكد فوراً من عدم استخدام النظام المالي العراقي من قبل النظام الايراني وذلك لتجفيف كل مصادر ايران المالية
ترامب عازم على اسقاط النظام الايراني وهذا ما جعل خامنئي يرد عن عدم التفاوض مع امريكا وهذا بالذات ما يريده ترامب ونتنياهو لان الرفض الايراني معناها البدء بالتصفيات لكل ما هو جامد وحي تابع لخامنئي الان. نتنياهو يرقص على أنغام ترامب ويستعد بكل ما يملك من ترسانة لتصفية ما تبقى من حماس وحزب الله والحوثيين وجيوش العتاكة في العراق وطبعاً المفاعلات النووية والصواريخ البالستية الإيرانية. ترامب تعهد ان يشارك الحرب مع نتنياهو في حالة تعنّت ورفض ايران الملالي التوقيع على وثيقة الاستسلام والموافقة على شروطه أعلاه بالكامل. يقول ترامب متهكماً إذا وقعوا على شروطه فإنه سوف لا يقصفهم
إلى كل وطني العراق من جنوبه إلى شماله؛ رغم كل التصريحات النارية الصادرة من ترامب او خامنئي او دول كبرى مثل ألمانيا وفرنسا وروسيا، أعلموا وكما قلناها قبل الانتخابات ومن منتصف العام الماضي ان الامور في واشنطن محسومه باتجاه العراق وان تحريره من الهيمنة الإيرانية سائراً وحسب الخطة التي وضعت في الماضي القريب. ترامب وادارته والكونجرس والشويخ الكل في اتفاق ان لا يروا احداً من ذيول إيران يحكم او حتى شرطي في مركز شرطة يتكلم من بغداد وكأنه جندي من جنود خامنئي الهالك. حكومة مؤقتة ستشكل في العراق وهناك سيناريوهات كثيرة ومنها طبعاً السيناريو اللبناني المشجع او السوري إذا لا بد ان يطردوهم بالقوة او التجربة الغزاوية المدمرة . الادارة الامريكية لها تجربتين جيدين ( لبنانية وسورية) وعليها الاختيار بعد ان يعطي الرئيس الامر بالتنفيذ والذي يبدوا قرب جداً ومن الممكن حتى قبل نهاية شهر فبراير الحالي. اننا في الحراك العراقي مع الرئيس ترامب في تغير حكم العتاكة التابعين لايران وبناء حكومة وطنية شاملة عادلة ديمقراطية ليبرالية تدير البلد وتعيد البسمة في وجه أطفاله والامل لكباره وتذكروا دائماً ان الله معنا
د. أيهم السامرائي
الحراك العراقي
١٣ / ٢ / ٢٠٢٥
Leave a comment